أتذكر المرة الأولى التي رأيت فيها زجاجة مياه مطروحة للبيع واعتقدت حينها بأنه الشيء الأسخف الذي يمكن أن أراه. من يدفع ليشرب المياه بينما يمكنه الحصول عليها مجاناً في المنزل؟ إنه ضرب من الجنون. أشرب من مياه الحنفية كل يوم أو ألتقط المياه بكفيّ من خرطوم مياه الحديقة ولم يصيبني شيء البتة. إنما تجد الآن في البراد إلى جانب المشروبات زجاجات بلاستيكية من المياه يقوم الناس بشرائها بكل سرور.
إلا أنه حتى الرأسماليين الأكثر تفاؤلاً لم يكونوا على علم آنذاك بما سوف تؤول إليه صناعة زجاجات المياه التي أصبحت بعد ثلاثين عاماً جزءاً من الحياة العادية.
ولكن الضرر الذي تسببت به صناعة زجاجات المياه المعبأة لا يقتصر على ذكائنا واموالنا إنما على العالم الذي نعيش فيه أيضاً.
إن بيئتنا هي التي تأثرت أي البيئة التي نعتمد عليها لنعتاش وللحفاظ على حياتنا. أضبح الخزان البشري غائماً بشكل مخيف بسبب زجاجات المياه البلاستيكية التي نشتريها ونتخلص منها من دون تفكير.
ما هو حجم صناعة المياه المعباة؟
يتم استهلاك 50 مليار زجاجة مياه كل عام، وحوالى 30 مليار منها في الولايات المتحدة الأميركية فهناك 1500 زجاجة مياه تستهلك في الثانية الواحدة في الولايات المتحدة الأميركية.
وقد شهد العام 2011 أعلى نسبة من مبيعات المياه المعبأة إذ تم بيع 9.1 مليار جالوناً أي 29.1 غالوناً للفرد سنوياً وقد شكل هذا الرقم أعلى نسبة مبيعات في التاريخ.
ماذا نحتاج لتصنيع زجاجات المياه؟
يستغرق تصنيع زجاجة مياه واحدة ثلاثة أضعاف حجم المياه الذي تحتاجه لملئها ونظراً للمواد الكيمائية الموجودة في المادة البلاستيكية تصبح المياه غير قابلة للاستعمال.
نستخدم كل عام 17 مليون برميلاً من النفط فقط لانتاج هذا الكم من زجاجات المياه.
ولوضع الأشياء في نصابها، تكفي هذه الكمية من النفط لتشغيل مليون سيارة لسنةٍ كاملة.
هذا ويخصص معهد سياسة الأرض الطاقة السمتخدمة لضخ ومعالجة ونقل وتبريد المياه المعبأة بأكثر من 50 مليون برميلاً من النفط كل عام. إنه فعلاً لجنون في كمية الموارد المستخدمة مقابل منتج لا حاجة له البتة.
من ناحية أخرى، عندما تأخذ زجاجة مياه من السوبرماركت أو السوق، احملها فقط بين يديك وتخيلها ممتلئة بنسبة ربع الزجاجة بالنفط وهذا فعلياً ما تحتاجه الزجاجة لتصنيعها من الوقود الطبيعي. ولا ننسى في هذا الإطار الأثر البيئي العميث الذي يتركه تسليم هذه المياه المعبأة عبر البحار وتوزيعها إلى المحال التجارية حول العالم. وإذا أخذنا مثالاً على ذلك، تحتاج الولايات المتحدة إلى أسطول من 40,000 شاحنة بثمانية عشر عجلة لتسليم مياهنا المعبأة كل أسبوع.
ما هو الأثر البيئي؟
تضع زجاجات المياه من بلاستيك البولياثيلين ثيريفناليت (PET) القابل لإعادة التدوير إلا أن مادة الـ(PET) لا تتحمل بيولوجياً إنما تتحلل ضوئياً، ما يعني أنها تتحلل إلى أجزاء صغيرة مع مرور الزمن وتمتص هذه الجزئيئات السموم التي تلوث مجارينا المائية وتربتنا وتصيب حيواناتنا بالمرض وهي الحيوانات التي نأكلها نحن في ما بعد. هذا وتمتص النفايات البلاستيكية أيضاً الملوثات العضوية على غرار BPA وPCB. وقد تستغرق قروناً لتتحلل بينما تقبع في مكبات النفايات مسببة بالتالي بمليارات القنابل الموقوتة الصغيرة السامة على مستوى البيئة. وبحسب محمية المحيطات، إن أكثر أشكال التلوث انتشاراً على شواطئنا وفي محيطاتنا هي في الزجاجات والأكياس البلاستيكية، إذ يحمل كل ميل مربع من المحيط أكثر من 46,000 قطعة من البلاستيك العائمة على سطح المياه.
إذ 10% من البلاستيك المصنّع عالمياً ينتهي به المطاف في المحيط إذ تقبع غالبية هذه المواد في قاع المحيط حيث لا يمكن لها أن تتحلل أبداً.
ولكن ألا نقوم بعملية إعادة التدوير؟
ينتهي المطاف بثمانين بالمئة من زجاجات المياه التي نشتريها في مكبات النفايات وهو المكان الأسوأ على الإطلاق لهم. هذا يعني بأنه من كل 10 جاجات مياه نشربها، اثنان فقط تذهب إلى سلة المهملات.
تبلغ نسبة إعادة تدوير زجاجات المياه في الولايات المتحدة الأميركية 23% فقط أي أننا نرمي ما يقارب 38 مليار زجاجة مياه في مكبات النفايات كل عام.
هذا ما قيمته مليار دولار من البلاستيك الذي يجب أن يخضع لإعادة التدوير حيث يمكن إعادة استخدامها في تصنيع السجاد والأرضيات الاصطناعية ومعدات الملاعب والزجاجات والحاويات الجديدة.
أليست المياه المعبأة أكثر أماناً ونظافة؟
كلا، إذ تشير غالبية الأدلة والبراهين بأنهم أسوء بالنسبة لكم. تتسرّب المواد البلاستيكية إلى المياه المعبأة فيها وقد ارتبط هذا الأمر بتسببه بمشاكل صحية تتمثل بمشاكل في الإنجاب وأنواع مختلفة من أمراض السرطان.
تتسرب الفثالات الضارة وهي أملاح واسترات حمض الفثاليك التي تسبب اضطراب الهرمونات، إلى المياه المعبأة التي نشربها بعد أقل من 10 أسابيع من تخزينها، أو حتى في فترة تقل عن هذه المدة في حال تعرض الزجاجات إلى أشعة الشمس (كما هي الحال في السيارة).
إن مياه الحنفية ليست بمثالية إذ أن نقاءها يختلف بحسب المكان الذي تعيشون فيه والشيء نفسه ينطبق على المياه المعبأة.
أجرى مجلس الدفاع عن الموارد الوطنية دراسة مكثفة حول المياه المعبأة وأكد بأن 22% من المياه المختبرة تحتوي على مستويات ملوثة فاقت أو تجاوزت الحدود الصحية المسموح بها في الدولة.
تتمتع مدينة نيويورك بالمياه ومصدرها الحنفية الأكثر أمانةً ونظافة في جميع أنحاء البلاد وتستمد سان فرانسيسكو إمدادات مياه الشرب العامة من منتزه يوسمايت الوطني المجاور، لذا تأتيهم المياه نقية لا تتطلب حتى اية عملية فلترة.
هل الطعم أفضل؟
يواجه الأشخاص في اختبارات التذوق التي تجري وهم معصوبي العينين صعوبة في التمييز بين مياه الحنفية والمياه المعبأة ولا يمكن أيضاً لهم التمييز حتى وإن تمت فلترتها بمجرد فلتر بسيط.
أما رهانكم الأفضل فيكون عبر تمرير مياه الحنفية أو حاوية الشرب من خلال فلتر جديد الأمر الذي يوفر لكم مصادر المياه الأرخص والأنظف والأكثر ملاءمة.
هل بإمكاننا اعتبار المياه المعبأة سرقة؟
أنت تعلم بأنك تدفع 3 دولارات مقابل فنجان من القهوة ربما لا يكلّف أكبر من 20 سنتاً لصنعه. هنا تبدو فعلاً العبقري المالي عندما تقوم بعملية الشراء هذه مقارنة بما تفعله عندما تقوم بشراء زجاجة مياه. تكلف المياه المعبأة أكثر بـ 1000 مرة من مياه الحنفية حتى مع استخدامك لفلتر المياه.
تكلفك ثمانية أكواب من المياه وهي الكمية الموصى بشربها يومياً حوالي 0,50 سنتاً من مياه الحنفية بينما تكون كلفتها 1400 دولاراً أميركياً إذا قمت بشراء زجاجات المياه.
وعلى نطاق أوسع، إذا كان مصدر المياه التي تستخدمها في المنزل للاستحمام وغسل الصحون وسقي النباتات وما إلى ذلك من الأعمال المنزلية من المياه المعبأة فسوف تبلغ فاتورتك الشهرية مبلغاً وقدره 9,000 دولاراً أميركياً تقريباً.
هل تعلم بأنّ 47,8% تقريباً من المياه المعبأة التي نشتريها فعلياً مجرد مياه الحنفية التي أعيدت تعبئتها؟
أما الكلفة الأكبر التي نتحملها جميعاً كمجتمع ودولة ومجتمع عالمي مترابط فتكمن في البيئة.
ما هي الآثار المتأتية عن هذا الأمر؟
هناك 870 مليون نسمة حول العالم أي أكثر من ضعفي سكان الولايات المتحدة الأميركية لا يحصلون على مياه شرب نظيفة وآمنة بالطبع فإن زجاجة المياه المعبأة التي لا تشتريها لن تنتهي بين أيديهم إلا أن لكل الأشياء مترابطة بعضها ببعض بدءاً من السياسات التجارية واستخدام الوقود الطبيعي وصولاً إلى التأثير البيئي والري والإضرار بالصناعات الخاصة بإنتاج الأغذية كالزراعة وتربية الأسماك. فعلياً يُقدّر بأن التلوث هو أحد أكبر الأسباب التي تؤدي إلى الوقاة حول العالم إذ قد يؤدي إلى وفاة أكثر من 100 مليون شخص سنوياً بمعدلٍ يفوق معدل الوفيات الناتج عن الأوبئة على غرار الملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية HIV.
تستهلك الولايات المتحدة الأميركية الموارد الطبيعية مثل الوقود الطبيعي وتقوم بتلويث البيئة بمعدل ينذر بالخطر. وعلى الرغم من أنها تشكل أقل من خمسة بالمئة من سكان العالم، فهي تستهلك أكثر من 25 من الموارد وتقوم بإنتاج 30% من القمامة والملوثات البيئية. إضافة إلى أنها تلحق الضرر الشديد بالأرض والهواء والمياه من حولها وعلى بقية العالم أن تدفع ثمن استهلاكها المفرط الطائش وسرعان ما سيقوم أولادنا والأجيال القادمة بالعمل على تنظيف هذه الفوضى من دول ككل.
إلا أن الصورة ليست قائمة وكئيبة بالكامل فكما انطلقت ظاهرة زجاجات المياه المعبأة في فترة قصيرة والهواتف النقالة أيضاً وغيرها من الاختراعات، هكذا يمكن لتحول ثقافي أن يبدأ بطرح حلول تكون فعاليتها سريعة كالبرق.
معرض الحدائق للعام 2016:
تشارك AGBR في معرض الحدائق وسوف تشارك مجدداً في العام الحالي 2016. يقام المعرض من الخامس والعشرين من شباط ولغاية الثامن والعشرين منه من العام 2016 في مركز البحرين الدولي للمؤتمرات والمعارض. يقام معرض البحرين الدولي للحدائق (BIGS) تحت رعاية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين وبدعم من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة زوجة ملك البحرين ورئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية للتنمية الزراعية. منذ تأسيسه في العام 2004 أصبح معرض البحرين الدولي للحدائق منصةً للخبراء والمتحمسين الذين يرغبون في تطوير خبراتهم ومعرفتهم بأحدث الممارسات في مجال الصناعة.
لطالما شهدت AGBR اهتماماً كبيراً بمنتجاتها المعروضة على المنصّة. وإلى جانب فرصة مقابلة عملاء أو زبائن محتملين، توفر المنصة فرصة مقابلة عملاء مثيرين للاهتمام وتعريفهم على فريق عملنا الجديد وإطلاعهم على التطورات الجديدة التي تشهدها منتجاتنا وشركتنا على حدٍّ سواء.
أما هذا العام فموضوع المعرض يتناول العناية بالشجرة، وكيف أن تقليم الأشجار وتشذيبها ضرورياً وأساسياً للحفاظ على مظهرها ووظيفتها بشكل عام. لا تلعب الأشجار دوراً جمالياً فقط بإرضائها لعين الناظر إليها، إنما لها غايات حيوية أخرى كتوفير الأوكسجين والظل والخصوصية وتمنع التآكل وتؤمن المناظر الطبيعية الجميلة. وقد كان للأشجار أطباء حول العالم للعناية بهم وضمان صحتهم وطول عمرهم.
سوف يسلّط معرض البحرين الدولي للحدائق الضوء على المهارات المطلوبة للعناية المناسبة بالأشجار بما في ذلك التقليم والدعم الهيكلي وعلاج الحشرات والأمراض ومشاكل الري والتغذية. وتكون إزالة الأشجار ضرورية في حالات موتها أو إصابتها بالأضرار نتيجة العواصف أو في حالات تشييد الأبنية الجديدة أو الترميم. يستضيف المعرض عدد من الخبراء في هذا المجال لتشارك مهاراتهم وخبراتهم.
تحتاج الأشجار إلى العناية بالمياه والحماية تماماً مثل أي كائن حيّ. إنها مسؤوليتنا المشتركة للمساعدة على الحفاظ عليها من أجل صحة كوكبنا.
نرغب في دعوة كافة عملائنا الأعزاء لملاقاتنا في المعرض وتناول بعض القهوة أو الشاي ومفاجأة صغيرة ونحن جاهزين لمساعدة أي زائر يرغب في الحصول على حل مناسب ومهني لأي مشكلة يواجهها في نوعية المياه لديه.
تشارك AGBR أيضاً في معارض أخرة أيضاً على غرار Modern Home Gulf Bio ومعرض المياه والطاقة Water and Power Exhibtion للوصول إلى مجموعة كبيرة من الزوار وتزويدهم بفرصة الحصول على نوعية جيدة من المياه.
نلقاكم في المعرض!
ارتفاع نسبة استهلاك المياه في البحرين:
صرّح خبير بيئي بأن استهلاك المياه في ابحرين يقارب ضعف المتوسط العالمي. كما أعلن أحمد ريحان كبير أخصائيي البيئة لدى الهيئة العامة لحماية الموارد البحرية والبيئية والحياة البحرية بأن يتم استخدام أكثر من 400 ليتراً يومياً مقارنة مع المعدل الإحصائي الذي يصل إلى 265 ليتراً فقط. وجاء هذا في معرض حديث أحمد بمناسبة اليوم العالمي للمياه (WWD)، الأمر الذي تم تسليط الضوء عليه في كلية بوليتكنك البحرين Bahrain Polytechnic في مدينة عيسى في البحرين.
يتم الاحتفال باليوم العالمي للمياه في الثاني والعشرين من شهر آذار ويُطرح هذا العام موضوع المياه النظيفة من أجل عالم صحّي.
أضاف أحمد يتراوح معدل النمو السنوي للمياه بين 8 و10 بالمئة لكن مستويات المياه الجوفية تنخفض بمعدل متر في السنة تقريباً وهذا ما يحدث منذ ثلاثين عاماً.
وأوضح بأنه ومع غياب وجود مصادر مياه سطحية رئيسية تكون مستويات المياه الجوفية عرضةً لضغط كبير بسبب النمو السكاني السريع وتوسع القطاعات الصناعية والتجارية وتدهور الظروف المناخية. كما أشار الخبير البيئي إلى أن على البحرين أن تعطي أولوية للحفاظ على المياه أو خفض أو تقليل استخدامها.
كما أعلم أحمد أيضاص بأن اعتماد الحفاظ على المياه من شأنه أن يخفض فواتير المياه الشهرية لمستهلكيها ويخفف التلوث البيئي. وأضاف “إن الحفاظ على المياه هو الرابط الرئيسي بين الموازنة وبين الحاجة الحالية إلى المياه والحاجة المستقبلية إليها.
لدينا في البحرين وفرة في المياه ونحن معتادون على الحصول عليها بلمسة من الحنفية، إلا أنه ومن أجل ضمان موارد مائية كافية لسدّ حاجاتنا المستقبلية، علينا أن نضع الآن وبسرعة تدابير وقائية حيّز التنفيذ للحفاظ على المياه. وتضم المياه التي نحصل عليها من الحنفية كلفة استخراجها ومعالجتها وضمنها وإيصالها. وهذا الإستهلاك المفرط للمياه يؤدي إلى مزيد من الضغط المالي إذ يفترض أيضاً أن تجمع مياه الصرف وأن تتم معالجتها والتخلّص منها بيئياً.
كما قال أحمد بأن الحفاظ على المياه من شأنه أن يقلل كمية المياه التي يجب معالجتها بواسطة محطات معالجة مياه الصرف الصحي، وبالتالي ما يحافظ على البنى التحتية ويقلل من كمية النفايات التي يتم التخلص منها في المسطحات المائية.
وأضاف بأن الاستخدام السليم للمياه يمكنه أيضاً أن يجعل المستهلكين أكثر مرونة في فترات الجفاف وانخفاض معدلات الأمطار ما يحول دون الحاجة إلى تدخلات إلزامية هذا وقد اقترح السيد أحمد عدة طرق للحفاظ على المياه في المنزل بما في ذلك اعتماد تقنيات توفير المياه وتغيير أنماط عيشنا المعتادة. وأشار إلى أنه على كل منزل تركيب دشّان تتدفق منها المياه بشكل معتدل أو منخفض إضافة إلى مراحيض منخفضة التدفق ومباول من دون مياه لتوفير كميات كبيرة من المياه”.
وقد ختم قائلاً: “على الناس أيضاً أن يقوموا بتركيب أنظمة إعادة تدوير المياه المبتذلة التي تسمح بإعادة استخدام المياه للمراحيض أو للحديقة، كما وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي من خلال تنقيتها في محطات معالجة المياه”.