يبدو وكأنه من الصعب ابتلاعه، إلا أن هذا الكوب الطويل من الماء المثلج الذي تناولته مع العشاء الليلة الماضية ربما ساعد أيضاً في إنعاش هذا الديناصور المتعطش إلى المياه منذ زمن طويل.
على عكس المعتقد الشعبي السائد، إن المياه ليست بمورد متجدد. إنها محدودة. إن المياه التي تستخدمونها اليوم هي المياه ذاتها الموجودة على الكرة الأرضية منذ مليارات السنين. تقوم الطبيعة بإعادة تدوير المياه ولا تصنع مياه جديدة.
كما تعلمتم في المدرسة، تغطي المياه ثلثيّ مساحة الأرض. إنما هل تعلمون بأن 2.8 % منها فقط هي من المياه العذبة؟ وأكثر هل تعلمون بأن حوالى 0.3% فقط من مجموع المياه على سطح الأرض مستخدمة من قبل البشر؟
في العقد الأخير من القرن العشرين فقط، زاد عدد سكان الأرض أكثر من مليار شخصاً. وبهذه المعدلات، سوف يتضاعف عدد سكان الأرض بين الخمسين والتسعين سنة القادمة. إن الطلب على المياه يزداد بسرعة. ومن الواضح بأن استخدام موارد المياه النادرة بحكمة أمر حيوي. وإن بقاءنا على قيد الحياة يعتمد على هذه الموارد.
طلب موارد المياه يستمر في الازدياد
احسب الطرق التي تستخدم فيها المياه مع عائلتك : الشرب والطهو والاستحمام والغسيل وتنظيف المنزل وسقي العشب وغسل السيارات والعناية بالكلب. تستهلك عائلة مؤلفة من أربعة أفراد في الدول الصناعية 250 جالوناً من المياه يومياً.
ولكن كل هذا يشكل فقط جزءاً بسيطاً من استخدامات المياه. إن الكثير من الأشياء التي تعتبر من الأمور المسلم بها والتي تجعل حياتنا أسهل تعتمد على المياه وعلى كميات كبيرة من المياه.
هل تعلم بأن تصنيع سيارة عائلتك احتاج حوالى 100.000 جالوناً من المياه. وقد احتاجت الجريدة التي وصلت على عتبة داركم الأحد الماضي حوالى 1060 لتراً من المياه لطبعاتها. وقد احتاج كيس الدقيق الذي يبلغ وزنه خمسة أرطال والموجود على رف المطبخ 1420 لتراً من المياه لإنتاجه. كما زاد استهلاك المياه في الولايات المتحدة الأميركية أكثر من 100% في نصف القرن الماضي. في الفترة ذاتها، ارتفع الاستهلاك أكثر من 500% في أوروبا و300% في افريقيا. يتوقع العديد من الخبراء تضاعف الاستهلاك العالمي بحلول العام 2020.
المخاوف حول جودة المياه
إن للمشاكل البيئية أثر كبير على جودة المياه، فقد أدى تسرب المياه المتأتية من المصانع والمزارع الصناعية إضافة إلى الأمطار الحمضية وأشكال التلوث الأخرى إلى تلوث المياه الجوفية وإمدادات المياه السطحية في العديد من مناطق العالم. هذا ويستمر النمو السكاني والتمدد في المدن والضواحي والتوسع الصناعي والزراعي إلىى زيادة الضغط على مخزون المياه العذبة.
هذا وتحدث أيضاً مشاكل تلوث المياه والأوبئة التي تنتشر في الدول النامية في الدول الصناعية على حد سواء. وقد تم تسجيل العديد من هذه الحالات في السنوات الست الأخيرة ما أثر على عشرات ملايين المستهلكين في أكثر من 1000 منطقة.
بعض الأجوبة
تستثمر اليوم الحكومات المختلفة في جميع أنحاء العالم وعلى كافة المستويات مئات مليارات الدولارات لتحسين البنية التحتية وفرض معايير أعلى لجودة المياه. هذا بالإضافة إلى أن نسبة الأفراد الذين يعتمدون على أنظمة معالجة المياه الحديثة تزداد أكثر فأكثر لضمان توفير إمدادات وافرة من المياه العذبة الصافية والنقية لعائلاتهم على المستوى المحلي الأقرب لهم أي المنزل.